الجمعة، 25 يناير 2013

للإصلاح كلمة: عن الحرب في مالي

الأستاذ / محمدو ولد البار
الأستاذ / محمدو ولد البار
كلمة الإصلاح سنوجهها هذه المرة إلى جميع العالم الإسلامي في شأن قتل فرنسا لأبرياء المسلمين في أزواد لنقول لهذا العالم ما قاله المولى عز وجل في سورة البروج (وهم على ما يفعلون بالمؤمنين شهود وما نقموا منهم إلا أن يؤمنوا بالله العزيز الحميد الذي له ملك السماوات والأرض والله على كل شيء شهيد).

إن العالم الإسلامي اليوم وجميع سلطات الدول الإسلامية إذا كانوا يعتقدون أن الدولة المالية دولة إسلامية ومعتدي عليها فإن مقاتلي شعب أزواد شعب مسلم اعتدت عليه دولة كافرة تحقد على الإسلام حقدا قديما يتجدد بتجدد الأحداث.

فكان على الدول الإسلامية أن تتدخل بين دولة مالي الإسلامية وشعب أزواد المسلم بالتدخل الذي سجله القرآن بين قتال المسلمين في قوله تعالى: (وإن طائفتان من المؤمنين اقـتـتـلوا فأصلحوا بينهما فإن بغت إحداهما على الأخرى فقاتلوا التي تبغي حتى تفيء إلى أمر الله فإن فاءت فأصلحوا بينهما).

فإذا كان شعب أزواد ليس له الحق أن يحكم نفسه بنفسه ولا يجوز له أن يطبق شرع الله على أرضه وليس له أن يطلب المساواة في جميع مناحي الحياة بينه وبين جنوب مالي فلتكن الدول الإسلامية وعلماؤها ومجتهدوها هم من أعلنوا ذلك للشعب الأزوادي.

وإذا كان لهذا الشعب دينيا الحق في ما يصبوا إليه وتهدف حركته له فعلى العلماء والمجتهدين أيضا أن يقولوا ذلك لحكومة مالي المركزية.

أما وأن يكون العالم الإسلامي والحكومات الإسلامية لم تساند الدولة المالية ولا الشعب الأزوادي في حل مشاكلهما إلا بعد أن تتدخل تلك القوة الكافرة وتستدعى معها جميع الدول الكافرة المعروف عنها تطبيق عكس حديث النبي صلى الله عليه وسلم قبل أن يفسره بالقسط والعدل وهو انصر أخاك ظالما أو مظلوما فهم لا يتعاونون بينهم إلا إذا كان أحدهم معتد على شعب مسلم كما فعلت بريطانيا مع أمريكا على الاعتداء على العراق، فإن جميع من قتلت أمريكا وبريطانيا من العراقيين من رجال ونساء ويتمت من أطفال فهو الآن في ميزان جميع الدول التي شاركت في ذلك ولو بتقديم ثمن رصاصة واحدة لحديث النبي صلى الله عليه وسلم "من شارك في قـتل امرئ مسلم ولو بشطر كلمة واحدة جاء يوم القيامة مكتوب على وجهه آيس من رحمة الله".

فإن كانت الدول إسلامية ستشارك في هذا العدوان بأي مشاركة فإن قوله تعالى (لا تجد قوما يؤمنون بالله واليوم الآخر يوادون من حاد الله ورسوله) وقوله تعالى: (لا يتخذ المؤمنون الكافرين أولياء من دون المؤمنين ومن يفعل ذلك فليس من الله في شيء) لهم بالمرصاد.

إن من أعظم مهلكات المسلم أن يظن أن مجرد أنه مسلم يؤمن بالله واليوم الآخر وبالقدر خيره وشره ويؤمن برسالة النبي صلى الله عليه وسلم وبما جاء في القرآن وهذا كله مجرد إيمان لا مراعاة فيه لفحوى هذا الإيمان أيظن أن هذا ينجيه من عذاب الله فهيهات هيهات.

فاسمعوا قول الله تبارك وتعالى للمجاهدين المقاتلين لأعداء الله في الصفوف الأمامية وانحرفوا قليلا عن تطبيق ما أمروا به في القرآن: اسمعوا ما وعدهم الله به من غضبه وتعذيبه لهم بنار جهنم وبئس المصير.

يقول في هؤلاء المجاهدين (ومن يولهم يومئذ دبره إلا متحرفا لقـتال أو متحيزا إلى فئـة فقد باء بغضب من الله ومأويه جهنم وبـئس المصير).

فمصير هؤلاء المجاهدين ليس لسبب عدم كمال إيمانهم ولا لنـفاقهم ولا غير ذلك من المخالفات ولكن لمجرد أنهم خالفوا قوله تعالى: (يأيها الذين آمنوا إذا لقيتم الذين كفروا زحفا فلا تولوهم الأدبار).

أيظن جميع المسلمين ولا سيما قيادات المسلمين أن صمتهم واختفائهم عن نصرة المسلمين الأبرياء والطائرات الفرنسية تقصفهم وتدمر بيوتهم بل وفتح هؤلاء لأجوائهم للطائرات الفرنسية ودخول هؤلاء القادة تحت بيت العنكبوت في نيورك ينجيهم من المساءلة أمام الله يوم لا تملك نفس لنفس شيئا والأمر يومئذ لله، متى كان الإسلام صوريا هكذا؟ فمن فتح أجواءه لهؤلاء وهو حي فسوف لا تفتح له أبواب السماء وهو ميت.

وإنه لمن المخجل حقا ويندى له القلب قبل الجبين أن توجه فرنسا نداءا لدول الخليج لتمول لها قتل الأبرياء المسلمين في أزواد لتجعل هؤلاء الخليجيين إن استجابوا لها ولا أرجوا لهم من الله ذلك تحت طائلة قوله تعالى (فلا تعجبك أموالهم ولا أولادهم إنما يريد الله ليعذبهم بها في الحياة الدنيا).

ومن هنا أحييي الأمين العام لمنظمة المؤتمر الإسلامي حيث هداه الله لأول مرة إلى قول الحق عند إرادة الكافرين إبادة شعب مسلم يريد تحكيم شرع الله على عباد الله في أرض الله.

ألم يأن للمسلمين أن يعلموا أن التطرف الإسلامي أسند الإسلام مقاومته للدولة الإسلامية بعلمائها وبالمجادلة بالتي هي أحسن فمن لم ينته فحكمه معروف في الإسلام والله إنه ليس من التطرف عند المسلمين مجرد الحكم بما أنزل الله ولكن قتل الأبرياء هو التطرف سواء كانوا من المسلمين أو الكافرين.

وبما أننا نحن هنا لا نملك إلا دعاء الله من صميم قلوبنا ونعم هو سلاح المؤمن فنرجو من الله أن يحطم الطائرات الفرنسية ومن ساعدها فوق الأراضي الأزوادية ويذل فرنسا على إثرها وإلى الأبد.

وأقول في الأخير للشعب الأزوادي ومقاتـليه (كم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة بإذن الله والله مع الصابرين) (ولن يتركم أعمالكم).

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق