الجمعة، 25 يناير 2013

عن المعهـــــــــــد العـــــــــــــــالي



الأستاذ: ابراهيم ولد بيد
يبدو أن   قضية المعهد العالي للدراسات والبحوث الاسلامية دخلت نفقا مظلما بعد أن اقترب الموسم الدراسي  من   نهايته ستة أشهر من النضال الطلابي وما في الافق حل  هل هي بوادرسنة بيضاء  أم مازالت أسابيع الغضب تحمل في جعبتها مفاجئات ومفاجئات.
  وهل لاتزال الحركة الطلابية قادرة علي بذل المزيد بعد ا شهرمن النضال المستمر والمواجهات الامنية  العنيفة لنفترض أن  السنة ستكون   بيضاء  و  أن غلب المؤشرات تدل علي ذلك   فهل استطاعت الادارة  أن  تمررمخططها الذي أعد  ته  في الظلام  وأعلنته   دون سابق  إنذار_ لن يستقبل المعهد   أي  طالب فيالسنةالاولي_  ضمنيا نحن بصدد إغلاق تدريجي لمؤسسة المعهد العالي للدراسات والبحوث الاسلامية   لقد شكل المخطط هذا مفاجاة  كبيرة  لطلبة المعهد بشكل عام  وحملة الباكلوريا والمعاهد الجهوية  بشكل  خاص  باعتبار هاتين الشريحتين من أكبر المتضررين  مع أن المتضررهو الوطن أولا وأخير      جراء   تصفية المعهد العالي للدراسات الاسلامية   هذا مابات يتضح بعد أشهر من النضال الطلابي والحراك  الإعلامي  المتواصل والدفاع المستميت  من أجل فتح التسجيل بالمعهد وهو مطلب مشروع  كما أن إغلاق المعهد أمرمرفوض .                                                             الحركة الطلابية  تعتبر الامر مساسا بمؤسسة من  أعرق مؤ  سسات الوطن وأمر لامساومة فيه ولاتنازل عنه   لدي طلبة المعهد و أساتذة المعهد وخريجي المعهد .
هنا تكون تكون الامور أكثر ضبابية ،غابت الحلول ،وأراد الكل أن  يحصل علي الكل، فالاتحاد الوطني لطلبة موريتانيا يريد المعهد العالي   كاملاغير منقوص ،أما الادارة فتريد غير ذلك  وقد استعملت لذلك مختلف ا لوسائل.
  وبعد  أن تعقدت  الأ مور وبلغ السيل الزبي وتناقضت التصريحات  بدءا من المدير مرورا بالوزير وانتهاء بالرئيس القائل مؤخرا -المعهد مفتوح لمن يريد التسجيل  – في أكبرمغالطة للرأي العام .
بد أت رحلة التناقضات ولجأت الادارة إلي بلورة حل لهذاالمشكل العضال فاعتمدت سياسة أنصاف الحلول   للخروج من  الأ زمة بأقل  خسارة أمام الرأي العام الوطني وبما يحفظ للدولة هيبتها .
أما الاتحاد فرفض ذلك واعتمد  سياسة رفع سقف المطالب   فتح التسجيل أو الطوفان.
قصة المعهد أصبحت تشكل حيزا هاما في المشهد الوطني الملتهب  هذه  الأيام  وتم توظيفها كورقة ضدالنظام  -وهي ضده طبعا-  لم يقدم الوزيرولاالمدير دليلا مقنعا حول شرعية إغلاق المعهد  ولايمكنه ذلك .
وهنا يقف المتتبع ليوميات المعهد أمام مجموعة من الاسئلة الكثيرة والمتداخلة حول مَن المستفيد من إغلاق المعهد؟  وهل تستطيع الجامعة الإسلامية بمدينة العيون أن تقوم  بدوره كمؤسسة  إسلامية عريقة في هذاالبلد ؟ وهي لم تستكمل بعد متطلبات الجامعة العصرية  .
المشكل يبدو مستعصيا علي الحل في ظل تمسك كل من  أطراف ا الأزمة بكل مطالبه  في استبعاد تام   للغة  التفاهم والحوار ولذلك أسبابه ودواعيه  فتدهور الثقة بين الطلبة والادارة  والاستخدام المفرط للأمن وانتهاك أعراض النساء  كلها عوامل تجعل الادارة غير محل ثقة لدي الطلبة  .
       ولكن بنظرة موضوعية لما ءالت  إليه وضعية  معهدنا العالي مؤخرا يتضح كم  استشري الفساد والمحسوبية  وبشكل غير  مسبوق    في المؤسسة وما ألحقه ذالك من ضرر  بالسمعة العلمية والمكانة الكبيرة التي كانت لها في قلوب كل الناس  مكانة   نتغني بها اليوم في البيانات الصحفية والوقفات الاحتجاجية، لنكن واقعيين ولنتمتلك شجاعة قول  الحقيقة  معهد اليوم ليس معهد الماضي .
من المهم أن ننظر للأشياء بمستوي من الموضوعية والحياد  ولوأن الحياد صعب في  واقعة المعهد هذه،تداخلت الامور وضاعت الحقيقة  وسميت الاشياء بغير مسمياتها  وحيكت المؤامرات  تحت جنح الظلام وتداخل الامني بالسياسي  فماعاد  معهد الحاضر كمعهد الماضي  وتلك هي الحقيقة.
استقبل المعهد عشرات الطلاب بدون استيفاء للشروط القانونية  لامسابقة  ولاتقييم ولاهم يحزنون بل فتحت أبوابه مشرعة في وجه التجار والمتقاعدين  وكاد أن يصبح معهدا لتعليم الكبار، بيعت المذكرات وتحول المعهد الي مؤسسة للاستيراد والتصدير عبر وراقات السمسرة فانعكس ذلك علي خريجي المؤسسة  وعلي عطائها العلمي وسمعتها الطيبة  تلك هي حقيقة المعهد اليوم ولكنها حقيقة تستدعي إجراء غير الذي تم اتخاذه .                                                                                                                                                                    إغلاق المعهدخطوة غير محسوبة العواقب وتجنيا علي  كبري مؤسسات الوطن  التي لعبت دورا كبيرا في استمرارية المحظرة الموريتانية.
هذه الخطوةالتي تمت مواجهتها من قبل الحركة الطلابية بمستوي عال من التضحية والصمود  وبقدر كبيرمن الحنكة والمرونة الايجابية ،وذلك مايستدعي الاشادة والتنويه  بمدي فاعلية الاتحادالوطني وجاهزية مناضليه كما أنه استطاع أن يدير أزمة  من أشد الازمات تعقيدا  وأطولها أمدا  و أكثرها دموية          بخوض مناضليه لمعارك بطولية سالت فيها دماء كثيرة  وتم التعامل مع الطلبة بوحشية فاقت كل التصورات .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق