الجمعة، 25 يناير 2013

لو كنت مؤتمرا!!

تاريخ الإضافة : 22.12.2012 0
محمد الأمين ولد محمد المصطفى http://www.alakhbar.info/files/img_3078.jpg
 
لا يخامرني الشك ولا يساورني القلق أن النخبة الملتفة في مؤتمر تواصل نخبة راشدة، رجحها اختيار جماهيري واصطفاء قدري لأن تكون في موقع التسديد والاستدراك والاختيار، كما لا آسف لأني لست من بين المؤتمرين، فهم أحق بذلك المكان وأولى، وأنا اخترت من يمثلني حتى 
لا تبقى في النفس التفاتة.

هذه مقدمة أشبه ما تكون بالتعميم الذي يريد صاحبه إخفاء ما يريد في ظلال الكلام، وما أنا لذلك النهج من السالكين، فلتسترح مفردات المجاملة والتعميم في درجها قليلا... لأكتب بعض ما أنا فاعل لو قدر أني كنت مؤتمرا.

لو كنت مؤتمرا لخطبت في المؤتمرين خطبتين – من دون جلسة استراحة- يكون نصهما ما يلي:

"الحمد لله الذي ألهمنا نعمة "التجمع" وسلك بنا محجة الإصلاح، وقيض لنا سبل التنمية والتواصل، وصلى وسلم على النبي القائل "إن الله جميل يحب الجمال".

أما بعد أيها المؤتمرون:
فإنكم في يومكم هذا في مؤتمركم هذا ملزمون بعدة أمور، أولها التقويم، وأحسنه الجمع بين حسنتي الإنصاف
 والتسديد، ألا لا ألفين أحدكم يعميه الحماس المفرط أن يسكت عن خطأ يحتاج تصويبا، أو يصميه غرض شخصي عن حسنة فيغمطها.

وثانيها التفكير في المستقبل، وأنجعه عند فقهاء السياسية، ما انطلق من الثوابت ووعى متطلبات الحاضر، ألا لا ألفين أحدكم يحمل الحزب تقصير الأشخاص، أو يقدس الأشخاص فيجافي منطق الاعتدال، (وكان بين ذلك قواما).

وثالثها اختيار من سيقود، وفيكم من الأكفاء –بحمد الله تعالى – ما يجعل حسم الاختيار صعبا، ألا وإن في القيادة مضغة إذا صلحت صلحت القيادة، وإذا فسدت أو انحرفت بان عوار المؤسسات واشتد عوجها، ألا وهي الرئيس، وقد نص "الفقهاء" على صفاته فاحفظوها، (ورشح الأنسب، والأكثر وعيا، ورجح إن كثروا برجاحة عقل، وعمق فكر، وسعة صدر، وفيها ترجيح لكمجرب، ومن دخل قلوب الجماهير، وجمع شدة مع لين، وصبر على كمنهج منذ صغره، وذكاء في المواقف، وتوازن إن حالف أو خالف، وحز في كإدارة أمن وجوده، واختير كونه خالصا للحزب من دون نوازع اجتماعية ولا عرقية، ولا جهوية، وكره تفريط فيه بسبب تعلق بحرية زائفة، وتجديد بدون قصد، فإن عرف هذا والأمور بمقاصدها فلا إشكال، والله أعلم).

عن المعهـــــــــــد العـــــــــــــــالي



الأستاذ: ابراهيم ولد بيد
يبدو أن   قضية المعهد العالي للدراسات والبحوث الاسلامية دخلت نفقا مظلما بعد أن اقترب الموسم الدراسي  من   نهايته ستة أشهر من النضال الطلابي وما في الافق حل  هل هي بوادرسنة بيضاء  أم مازالت أسابيع الغضب تحمل في جعبتها مفاجئات ومفاجئات.
  وهل لاتزال الحركة الطلابية قادرة علي بذل المزيد بعد ا شهرمن النضال المستمر والمواجهات الامنية  العنيفة لنفترض أن  السنة ستكون   بيضاء  و  أن غلب المؤشرات تدل علي ذلك   فهل استطاعت الادارة  أن  تمررمخططها الذي أعد  ته  في الظلام  وأعلنته   دون سابق  إنذار_ لن يستقبل المعهد   أي  طالب فيالسنةالاولي_  ضمنيا نحن بصدد إغلاق تدريجي لمؤسسة المعهد العالي للدراسات والبحوث الاسلامية   لقد شكل المخطط هذا مفاجاة  كبيرة  لطلبة المعهد بشكل عام  وحملة الباكلوريا والمعاهد الجهوية  بشكل  خاص  باعتبار هاتين الشريحتين من أكبر المتضررين  مع أن المتضررهو الوطن أولا وأخير      جراء   تصفية المعهد العالي للدراسات الاسلامية   هذا مابات يتضح بعد أشهر من النضال الطلابي والحراك  الإعلامي  المتواصل والدفاع المستميت  من أجل فتح التسجيل بالمعهد وهو مطلب مشروع  كما أن إغلاق المعهد أمرمرفوض .                                                             الحركة الطلابية  تعتبر الامر مساسا بمؤسسة من  أعرق مؤ  سسات الوطن وأمر لامساومة فيه ولاتنازل عنه   لدي طلبة المعهد و أساتذة المعهد وخريجي المعهد .
هنا تكون تكون الامور أكثر ضبابية ،غابت الحلول ،وأراد الكل أن  يحصل علي الكل، فالاتحاد الوطني لطلبة موريتانيا يريد المعهد العالي   كاملاغير منقوص ،أما الادارة فتريد غير ذلك  وقد استعملت لذلك مختلف ا لوسائل.
  وبعد  أن تعقدت  الأ مور وبلغ السيل الزبي وتناقضت التصريحات  بدءا من المدير مرورا بالوزير وانتهاء بالرئيس القائل مؤخرا -المعهد مفتوح لمن يريد التسجيل  – في أكبرمغالطة للرأي العام .
بد أت رحلة التناقضات ولجأت الادارة إلي بلورة حل لهذاالمشكل العضال فاعتمدت سياسة أنصاف الحلول   للخروج من  الأ زمة بأقل  خسارة أمام الرأي العام الوطني وبما يحفظ للدولة هيبتها .
أما الاتحاد فرفض ذلك واعتمد  سياسة رفع سقف المطالب   فتح التسجيل أو الطوفان.
قصة المعهد أصبحت تشكل حيزا هاما في المشهد الوطني الملتهب  هذه  الأيام  وتم توظيفها كورقة ضدالنظام  -وهي ضده طبعا-  لم يقدم الوزيرولاالمدير دليلا مقنعا حول شرعية إغلاق المعهد  ولايمكنه ذلك .
وهنا يقف المتتبع ليوميات المعهد أمام مجموعة من الاسئلة الكثيرة والمتداخلة حول مَن المستفيد من إغلاق المعهد؟  وهل تستطيع الجامعة الإسلامية بمدينة العيون أن تقوم  بدوره كمؤسسة  إسلامية عريقة في هذاالبلد ؟ وهي لم تستكمل بعد متطلبات الجامعة العصرية  .
المشكل يبدو مستعصيا علي الحل في ظل تمسك كل من  أطراف ا الأزمة بكل مطالبه  في استبعاد تام   للغة  التفاهم والحوار ولذلك أسبابه ودواعيه  فتدهور الثقة بين الطلبة والادارة  والاستخدام المفرط للأمن وانتهاك أعراض النساء  كلها عوامل تجعل الادارة غير محل ثقة لدي الطلبة  .
       ولكن بنظرة موضوعية لما ءالت  إليه وضعية  معهدنا العالي مؤخرا يتضح كم  استشري الفساد والمحسوبية  وبشكل غير  مسبوق    في المؤسسة وما ألحقه ذالك من ضرر  بالسمعة العلمية والمكانة الكبيرة التي كانت لها في قلوب كل الناس  مكانة   نتغني بها اليوم في البيانات الصحفية والوقفات الاحتجاجية، لنكن واقعيين ولنتمتلك شجاعة قول  الحقيقة  معهد اليوم ليس معهد الماضي .
من المهم أن ننظر للأشياء بمستوي من الموضوعية والحياد  ولوأن الحياد صعب في  واقعة المعهد هذه،تداخلت الامور وضاعت الحقيقة  وسميت الاشياء بغير مسمياتها  وحيكت المؤامرات  تحت جنح الظلام وتداخل الامني بالسياسي  فماعاد  معهد الحاضر كمعهد الماضي  وتلك هي الحقيقة.
استقبل المعهد عشرات الطلاب بدون استيفاء للشروط القانونية  لامسابقة  ولاتقييم ولاهم يحزنون بل فتحت أبوابه مشرعة في وجه التجار والمتقاعدين  وكاد أن يصبح معهدا لتعليم الكبار، بيعت المذكرات وتحول المعهد الي مؤسسة للاستيراد والتصدير عبر وراقات السمسرة فانعكس ذلك علي خريجي المؤسسة  وعلي عطائها العلمي وسمعتها الطيبة  تلك هي حقيقة المعهد اليوم ولكنها حقيقة تستدعي إجراء غير الذي تم اتخاذه .                                                                                                                                                                    إغلاق المعهدخطوة غير محسوبة العواقب وتجنيا علي  كبري مؤسسات الوطن  التي لعبت دورا كبيرا في استمرارية المحظرة الموريتانية.
هذه الخطوةالتي تمت مواجهتها من قبل الحركة الطلابية بمستوي عال من التضحية والصمود  وبقدر كبيرمن الحنكة والمرونة الايجابية ،وذلك مايستدعي الاشادة والتنويه  بمدي فاعلية الاتحادالوطني وجاهزية مناضليه كما أنه استطاع أن يدير أزمة  من أشد الازمات تعقيدا  وأطولها أمدا  و أكثرها دموية          بخوض مناضليه لمعارك بطولية سالت فيها دماء كثيرة  وتم التعامل مع الطلبة بوحشية فاقت كل التصورات .

التعداد السكاني: صواب الإجراء وخطأ السياق والإدارة




أحمد ولد محمد المصطفى    ahmedou0086@gmail.com
أحمد ولد محمد المصطفى ahmedou0086@gmail.com
يثير التعداد السكاني الموريتاني الجاري –فعليا- منذ الخامس مايو 2011، العديد من الجدل والخلافات بين أطراف سياسية وعرقية في موريتانيا، يؤدي الجدل والخلاف –وشأنه أن يفعل ذلك- إلى ضياع الحقيقة، أو إصابتها بغبش وتشويش شديد، ويجد الإنسان نفسه أمام صورتين يفرض عليه الوضع اختيار إحداهما أو التغريد خارج سرب المواقف الحدية، وقد لا تترك الأحداث المتسارعة والتي وصلت حد سقوط ضحايا فرصة لكثير من الناس للتروي وأخذ مواقف عقلانية، يكون حظ العقل فيها أكثر من حظ العاطفة، ويخف "مفعول" النعرات فيها قليلا.

والنظرة السريعة للمواقف حول الإحصاء -سياسية وإعلامية، فردية وجماعية- يجدها تسعى في الغالب لترك صورة مفترضة لدى المتلقي تروج لمواقفها، ولا تركز على الصورة الحقيقة للمشروع، كما لا توضح أوجه الاختلالات اللازم تصحيحها، فالسلطة ومن يدور في فلكها يربط مستقبل موريتانيا بالتعداد السكاني، ويجد فيه الفرصة ربما الوحيدة لمعرفة المواطنين من غيرهم، وضبط الأجانب، وإقامة الاستراتجيات التنموية على أسس سليمة وإحصاءات دقيقة، معتبرا أن أوضاع البلاد اليوم ومحيطها الذي توجد فيها، والتطورات التي يعرفها هذا المحيط، يفرض عليها اتخاذ هذا الإجراءات، مرجعا التخوفات لدى المتخوفين إلى دوافع سياسية بحتة، وأياد أجنبية معادية، تصل درجة الموساد، ولا تنتهي عند السنغال.

وهي ذهنية "مردت" عليها الموالاة منذ القدم، فمشاريع النظام "فرص" لا تضيع، وأفكار "القائد" –على افتراض أنه يفكر- إنجازات تستحق الإشادة حتى قبل أن تتجسد، وإلصاق "الخيانة العظمى" بالمعارض وسلبه صفة الوطنية، ديدن الأغلبيات في عالمنا العربي، وفي بلادنا على وجه الخصوص، وليس "البحث" عن أياد خارجية لتعليق الفشل الداخلي بغريب على هذه الأغلبيات وأجهزتها الأمنية المتكلسة. 

لكن الصورة الأخرى المتوفرة عن الإحصاء لدى المعارضة لا تعدو أن تكون هي الأخرى مغلوطة أو مشوشة، وهي التي بدأتها أحزاب المعارضة ونوابها على المشروع، واختصروها في مرحلة من المراحل في إدارتها، وهي وإن كانت تستحق إلا أنه لا ينبغي أن تجعلنا "نغفل مشروعا كبيرا، ونختصره في شخص، ونطالب بإلغاء المشروع ككل، لأن إدراته لدى فلان، وهو لا يصلح للإدارة، لأنه "تاجر" ومقرب من الرئيس، إن "أزمة الشخصنة" لاتزال تسيطر –للأسف- على عقلية أغلب النخب السياسية، وتحضر بقوة –وإن بتفاوت- في مداخلات نواب الشعب ومنتخبيه.

اعتبرت المعارضة بمداخلات نوابها وبيانات أحزابها، أن مدير المشروع الجديد غير مؤهل لإدارته، وأن لجنته تتشكل من عرقية واحدة –في نظرة محاصصة- كانت المعارضة ستنتقدها لو اعتمدت، وطالبت –بناء على ذلك بإلغائه "لأنه عنصري وإقصائي"، وساعدها في ذلك الحديث عن توجيه أسئلة "خاصة" للزنوج الموريتانيين المتقدمين للإحصاء، من قبيل مطالبتهم بالحديث بالعربية، أو قراءة آيات من القرآن الكريم، وهي –إن ثبتت- إجراءات خاطئة وظالمة وانتقائية، لكن لم لا تتم المطالبة بإلغائها لعدم قانونيتها، دون أن تعسف بالمشروع ككل، ودون أن تتحول إلى الصورة النموذجية لمشروع اعتمد في أغلب دول العالم، وأصبح ضروريا لتأمين الوثائق، وتمييز المواطنين من الأجانب، وضبط الأمن بناء على ذلك.

ولعل من الظواهر البارزة في هذا المجال حركة "لا تلمس جنسيتي" والتي ظهرت أياما قليلة بعد انطلاقة التعداد السكاني، ودعت لإلغائه "لأنه عنصري وإقصائي"، لكن تتبع خطابات قادته خلال يجد أن الاعتراضات لديها لا تعدو أن تكون تخوفات – قد تكون لها تبريراتها التاريخية والواقعية في تصريحات إدارة الوكالة- منها عدم التنوع في اللجنة المشرفة وفي اللجان الفرعية، فضلا عن الأسئلة الاستفزازية، وهي في مجملها لا تبرر المطالبة بإلغاء مشروع يجمع الكل على "ضرورته"، ويرى أنه ضرورة "وطنية".

ومع هذا الاختلاف الكبير، والصورتين المتناقضتين، يصبح من اللازم تلمس الصورة الحقيقية للمشروع الجديد، وتأكيد ضرورته في أصله، مع تبيين مشوشات شوشت عليها، منها السياق الذي جاء فيه، وتهور أو "عزيزية" الإدارة المشرفة عليه.

- صوابية المشروع:

يكاد يحصل إجماع لدى الموريتانيين على أن الأوراق الجنسية الموريتانية عرفت خلال العقدين الماضيين تزويرا كبيرا، ونالها عدد من المهاجرين السريين، كما استغلها عدد من سياسي المنطقة للدخول في إلى دول لم تكن أوراقه الأصلية تتيح له دخولها.

ومع أن الاتهام يتوجه في غالبه للمهاجرين من أصول إفريقية، إلا أن الأمر في حقيقته كان شاملا، وليست حادثة تسليم مدير المخابرات العسكرية خمسين جوازا موريتانيا تمت مصادرتهم من نشاطين صحراويين تمكنوا من خلال الحصول عليها من دخول الأراضي المغربية، وإثارة القلاقل داخل المغرب، من قصة التزوير الشامل ببعيدة.

ولن يكون لهذا الإجماع فائدة ما لم يدفع باتجاه مشروع يعتمد تقنية جديدة أصبحت معتمدة في مجال تأمين الوثائق في أغلب دول العالم، وهو "القياس الحيوي" أو "البيومتر"، والذي يعرف بأنه "العلم الذي يستخدم التحليل الإحصائي لصفات الإنسان الحيوية"، ويجد قيمته في أن "الصفات الفيزيائية والسلوكية للإنسان لا يمكن نقلها للآخرين ولا يمكن للإنسان نسيانها ولا سرقتها"، وتستخدم لذلك بصمات الأصابع أو هندسة اليد، أو شبكيات العين، وأحيانا اختبار قزحية العين، وملامح الوجه، فضلا عن المعلومات المدنية والتوقيع الشخصي.

وفي ظل التهديد الذي تعرفه منطقة الساحل والصحراء، وانتشار الجريمة العابرة للقارات، وتطور عمليات تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي، فضلا عن تحدي اعتماد شبكات المخدرات على موريتانيا كمعبر لهذه المادة المربحة في الشمال، وتيار المهاجرين السريين الجارف، والذي يتخذ هو الآخر من موريتانيا معبرا إلى "جنة الشمال" يكون كل موريتاني حريص على اتخاذ الإجراءات الكفيلة بضبط الموجوين على أرضيها، وتأمين وثائقه الرسمية، وضمان الطرق الكفيلة بتمييز المواطنين من الأجانب، المقيمين من العابرين، الشرعيين من "المهربين".

وبناء فالمشروع أضحى ضرورة لموريتانيا، يفرضه موقعها الحساس، وأمنها "المهلهل" وتركيبتها السكانية" المنتافرة" للأسف، ومواكبة تطور العالم الذي يسخر سكانه من "جوزاتنا" المخطوطة "باليد" والمعتمدة على أرشيف ورقي قد يكون الضائع منه أكثر من المحفوظ.

لكن أهمية المشروع وضرورته اصطدمت في الواقع بعقبتين كبيرتين، أدتا "لدخوله" نفقا خلافيا قد لا يخرج منه، إن لم يدفع بالبلاد وسلمها الأهلي ككل إلى مصير مجهول، وهما السياق السياسي، وسوء الإدارة المسؤولية عنه.

- سياق الإحصاء:

جاء الإحصاء الجديد في أوج أزمة سياسية خانقة ومتراكمة بين النظام الموريتاني وقوى المعارضة بعد انقلاب "فج" قاده الجنرال محمد ولد عبد العزيز على رئيس منتخب يقول هو كما جاء في آخر مقابلة مع افرانس 24 إنها "كانت شفافة".

كما جاء كإحدى الخطوات الأحادية للنظام في أوج بحثه عن إنجازات كبرى في إطار الاحتفالية بخمسينية الاستقلال في الثامن والعشرين نوفمبر 2010، وإن كانت الإجراءات الفنية أخرت انطلاقته حتى الخامس مايو من العام 2011.

وطبيعي أن المعارضة التي رفضت الاعتراف بنتائج الانتخابات الرئاسية المنظمة في الثامن عشر يوليو 2009، والتي أعلن فيها نجاح ولد عبد العزيز بنسبة مأوية جاوزت 52% لن تجاريه في "مشاريع" تراها نوعا من الهروب إلى الأمام من نظام "عسكري انقلابي"، يسعى لفرض نفسه من خلال انتهاج سياسة الأمر الوقع، ويتهرب من استحقاقات الشراكة الوطنية والحوار مع الفرقاء الذي الترزم به بناء على بنود اتفاق داكار.

ولم يكن هو المشروع الوحيد للرجل الذي واجه "معارضة" شاملة في كل تصرفاته، وساعد المعارضة فشل النظام وأغلبيته في توصيل الصورة الحقيقية لمشاريعه، والتي ضاعت بين الكرنفالية والشخصنة ومحابة الأقارب رغم انعدام الكفاءة، فلم تضيع فرصة للتشويش على كل مشاريعه، كما استفادت من "استبداديته ودكتاتوريته وغياب التشاور في أجندته"، فجنى بذلك خسائر –سياسية على الأقل- من حيث كان يبحث "عن الربح"، وربما النصيب من الصفقات".

وإقدام النظام على إطلاق "المشروع الوطني" دون التشاور مع الأغلبية –أحرى المعارضة- والسعي لاعتباره "إنجازا شخصيا"، وحضور الشخصنة في مختلف مشاريعه، فضلا عن مهارة وتجربة معارضته، جعل المشروع "الإيجابي في أصله"، يتحول إلى خطر على الوحدة الوطنية، ومثير للنعرات العرقية، ومفجر لاحتجاجات وانتفاضات في العاصمة نواكشوط وفي مدن الضفة الجنوبية، أنهت حياة شاب بريئ، وخلفت عشرات الجرحى والمعتقلين، وأحرجت النظام وحولته إلى موقع المدافع والباحث عن مشجب يعلق عليه فشله، فتراوحت اتهاماته بين الموساد الإسرائيلي وأجانب سينغاليين، لم تتردد بعض مواقعه أن تجعل من بينهم "وكلاء شرطة في الأمن السنغالي"، كانوا يقومون بمهمة تأطير الاحتجاجات كما أكد بيان وزارة الداخلية، في تمثيلية يدرك المتحدث بها عدم إقناعها فضلا عن المتلقي.

- سوء الإدارة:

كما ساهم في تشويه المشروع أيضا سوء إدارته المشرفة عليه، والمحاباة الجلية في اختياره، ربما بسبب لأن حجم تمويله لا يمكن أن يسلم لأحد من خارج "نطاق الأسرة، وأبناء العمومة"، وأججت "الخرجات" الإعلامية غير الموفقة "للمدلل" المشرف على المشروع نطاق الغموض حوله، كما زادت من شكوك الخائفين منه.

"فتاجر الغاز المنزلي" كما سمته المعارضة في حديث نوابها وبيانات أحزابها، كان يتصرف في المشروع بمنطق "الهبة الأخوية" وينظر إلى كمشروع تجاري ربحي، نجح في تحييد منافسين كثر، وانتزع منهم صلاحياتهم، ومن بين هذه الجهات الشرطة التي انتزع منها إنجاز بطاقات التعريف وجوازات السفر وبطاقات إقامة الأجانب، كما انتزع إنجاز شهادات الجنسية من الإدارة المدنية، حيث كانت من اختصاص الولاة، ولم تسلم وزارة النقل من هذه المنافسة حيث أخذ منها البطاقات الرمادية للسيارات، ورخص القيادة.

وبدل اعتماد الكفاءة والوطنية في اختيار المشرفين على الحوار، والبحث عن الشخصيات الإجماعية، وإرسال رسائل طمأنة لكل أعراق موريتانيا، ركب ولد عبد العزيز رأسه ومنح "أكبر مشروع" في تاريخه لأحد مقربيه "واقعا ونسبا" ربما حرصا منه –كما تقدم- على المبلغ المالي المرصود للمشروع، وانتزاعا للقيمة من شركاء الوطن، وشركاء السياسية، واعتمادا للعقلية العسكرية "فما دام هو الأقوى الآن فليتصرف كما يحلو له، وأي إتاحة للفرصة للخصم –إن لم نقل العدو- قد يقويه علينا"، إنه منطق العسكر، منطق "حضرات" و"نفذ ثم فكر".

وكانت النتائج أن غابت الرسائل المطمئنة للمتخوفين، وحضر الاستفزاز والتبجح "بالقوة" والتهديد الصريح والمبطن، والتركيز على "التداخل الديمغرافي الجنوبي" وإهمال التداخل الشمالي، والعجز عن اعتماد المنطق الوطني في نزول يصل أحيانا درجة "مستنقع القبيلة والقومية النتن".

وخلاصة القول إن –كانت له من خلاصة- هي أن النظام العسكري الموريتاني أفشل مشروع التعداد السكاني باعتماد نظام الأمن المعتمد عالميا، ودفعه التهور والتكبر لإطلاقه في السياق الخاطئ، واختيار الإدارة السيئة، وهو ما جنا ثمره في من خلال إعادة موريتانيا إلى مربع "فتنة" يرغب جميع الموريتانيين في تجاوزها، ويلعنون "موقظها"، وأنكأ جرحا لإخوة في الدين والوطن كانوا بحاجة للاحتضان والحب والتضامن "والطمأنة" وحتى التمييز الإيجايي، من أجل إقامة "دولة وطنية" على هذا المربع الذي قدر الله لنا أن نعيش فيه معا، واستخلفنا فيه، وتعويلنا أن مواطني موريتانيا الحقيقين "لن يتركوا حماقات النظام العسكري، وانتهازية السياسيين الفاشلين"، تقتل حلمهم في دولة وطنية لكل الموريتانيين.

للإصلاح كلمة: إلى تيار الفكر الجديد


الأستاذ / محمدو ولد البار
كلمة الإصلاح هذه المرة ستتوجه إلى منظمة تيار الفكر الجديد لترحب أولا بهذا الفكر الجديد الذي تأخر ميلاده كثيرا عن وقته، ولتشيد بأهدافه النبيلة التي عبر عنها في هذا الفكر الجديد.

وقبل الدخول في موضوع تلك الأهداف ومساعدة هذا الفكر في إبراز الأولويات التي ينبغي أن يبدأ بها عمل فكره الجديد ـ أود أن يسمح لي شباب الفكر الجديد في كتابة مقدمة تتعلق بالشباب والشباب المسلم بالذات.

فمن المعلوم أن الإسلام بمعنى الدين الإسلامي خاصة هو الذي حدد أبعاد هذا الإنسان الذي يشمل الشباب مع الإنسانية جمعاء، كما حدد لكل من يعتنقه الأفكار التي يجب ألا تـتجاوزها أفكاره وطموحاته.

فالإنسان المسلم يعرف أن الإسلام بالرغم من جعله الإنسان هو قطب هذا الكون بأسره وأن الكون خلق لأجل هذا الإنسان وسوف ينتهي بانتهاء آخر حياة لهذا الإنسان داخل هذه الكون إلا أنه حدد مدى قوة هذا الإنسان ومدى مكثه فوق هذه الأرض وما المراد من خلقه وحدد كذلك مدى قوة سمعه وبصره ومدى علمه.

ويتـلخص كل ذلك في أن الإنسان محاصر لا يستطيع إطلاق فكره في أي جهة أرادها فهو قبل ميلاده لم يكن شيئا مذكورا وبعد موته لم يبق شيئا يستطيع تنفيذ أفكاره، إلا أنه قبل ميلاده غير مسؤول وبعد موته فهو ذاهب إما إلى الجنة أو إلى النار نتيجة عمله الفكري والعملي.

وبما أن الإنسان يجهل مدة حياته في الدنيا إلا أن مدة شبابه في هذه الحياة هو تقسيـــــم 3/1، كما قال تعالى (الله الذي خلقكم من ضعف ثم جعل من بعد ضعف قوة ثم جعل من بعد قوة ضعفا وشيبة يخلق ما يشاء).

والوصول إلى هذه القوة غير مضمون كما قال تعالى (وهو الذي خلقكم من تراب ثم من نطفة ثم من علقة ثم يخرجكم طفلا ثم لتبلغوا أشدكم ثم لتكونوا شيوخا ومنكم من يتوفى من قبل).

فكم من والد دفن كثيرا من أولاده قبل أن يدفنوه مع أن المسؤولية واحدة على الجميع مهما طال العمر أو قصر.

فبعض المفسرين فسر قوله تعالى (أو لم نعمركم ما يتذكر فيه من تذكر) أي ألم نبلغكم ستين سنة من العمر.

وبعض المفسرين فسرها بأن معناها ألم نبلغكم ثمانية عشرة سنة وعلى كل حال فقوله تعالـى (ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد) تعنى الجميع قطعا.

ونظرا إلى ذلك كله فأنا أعرف أن الشباب المسلم يعرف ويتـيـقن فحوى هذه المقدمة إلا أن التنبيه عليها تنبيه على الواقع لا محالة.

وهنا أصرح بأن استماعي في عشية الثلاثاء الأولى من هذه السنة إلى جميع ما دار داخل استديو صحراء ميديا من مناقشة لقضية تغيير كلمات النشيد الوطني من طرف شباب تيار الفكر الجديد وعلى رأس هذا الشباب السيد الشيخ الشاب محمد بن غده ــ جعلني أكتب إلى شباب الفكر الجديد ما أرجوه أن يكون عونا له على تسلسل تنفيذ أولويات فكره الجديد، كما أرجوا أن يسمحوا لي قبل ذلك أن أدخل قلمي لأعلق على مناقشة فكرة تغيـير النشيد الوطني لأقـول للأخ الشيخ الشاب محمد بن غده أولا أني أشكره واغتبط له الموقف الذي تحلى به من رحابة الصدر وسعة الأفق بالرغم من الاتهامات الكثيرة التي وجهت إليه بمجرد أنه ينتمي إلى قبـيلة الرئيس مع أن الإسلام يقول (ولا تزر وازرة وزر أخرى وإن تدع مثقلة إلى حملها لا يحمل منه شيء ولو كان ذا قربى).

وبالرغم من ذلك الإعجاب إلا أني تعجبت أكثر أن يكون هذا الشخص على ذلك المستوى من الثقافة وسعة الأفق وفي نفس الوقت عندما أراد أن يعلل عزم شبابه على طرح قضية تغيـير النشيد الوطني في أول إطلالة يطل بها على الشعب الموريتاني يعلل ذلك بأن كلمات النشيد الوطني لا تلامس شعور جميع الشعب الموريتاني وأنه لم يرد فيه ذكر للوحدة الوطنية ولا حوزة التراب الوطني إلى آخر ما قال.

وأغرب ما جاء في ذلك التعليل هو أن كلمات النشيد وربما تلحينه معه قد أخجل كثيرا من المثقـفين الموريتانيين مع زملائهم في الخارج.

وأنا بالرغم من احترامي لكل فكر يتبادر إلى ذهن أي إنسان ويدخل شغاف قلبه أنه هو الاتجاه الصحيح في الموضوع المطروح، إلا أنني أظن أن أي شخص حتى ولو كان غير مثـقـف يدرك أن الشعور والإحساس والتفاعل مع المسموع يختـلف من شخص لآخر ولاسيما إذا كان هذا المسموع مكث هذا القدر من الزمن والموريتاني ولا سيما السواد الأعظم من الموريتانيين بمعنى 99% يبدأ من الأمي وهم أكثر عددا حتى يصل إلى المثـقـف الذي يجد نفسه ضد هذه الفكرة ـ وهذا النشيد عند ما يسمعونه وينساب في الجسم حتى يصل إلى عروق القـلب من الشعب الموريتاني ولا سيما أن عدم هذا الإحساس والشعور معلل برفض جهة خارجية لا يعنيها ما يحرك شعور وإحساس الشعب الموريتاني ومعلوم أن الموريتاني لا يحرك شعوره وإحساسه ما يحرك شعور وإحساس الآخرين.

وهنا أضرب مثلا بسيطا لاختلاف ما يحرك الشعور من شعب إلى شعب بل من جهة من الشعب الواحد إلى جهة أخرى منه.

فمثلا عندما يسمع المصري صوت فنانتهم أو معبودة شعورهم وإحساسهم أم كلثوم وهي تنشد كلمات: هذه ليلتي وحلم حياتي ويلحنها الملحن فعندما تكون حاضرا أيها الشاب والشيخ لمجلس للعلماء أو حتى مجلس للتعزية ويدخل في أذنهم ذلك الصوت ويخرج من الأخرى فسوف ترى أن هذا الشعور والإحساس طار بكل الجماعة إلى حالة تـتـنافي بعيدا مع موضوعهم الحالي.

وعند ما نضع هذا الصوت بين الموريتانيين فسوف ترى الحاضرين لا يظنون أن هـذا غنـــاء يطرب أي سامع.

هذا من جهة وتــتـبع الاستدلال عليه والكتابة فيه تطول أكثر فأكثر ولكن نعود إلى جانب آخر أكثر دلالة على عدم أهمية تغيـير هذا النشيد.

فمن المعروف عن الشعب الموريتاني أن أهم خصائصه هو وحدته الإسلامية وأصالة كل ما هو إسلامي حتى أن الفنانين الموريتانيين عند ما يبدؤون في فنهم الغنائي لا يحرك شعورهم ولا شعور السامعين إلا إذا بدءوا بتـلحين كلمة الشهادة "لا إله إلا الله" ولا يمكنهم أن يدخلوا تلحين "الشور" مباشرة إلا بعد تلحين تلك الشهادة مرات إلى آخر ما نعرف جميعا. فهل يمكن أن يقال لهم لا تبدؤوا بتلحين الشهادة فهذا يمس شعور الآخرين.
ولعلمكم أنتم أيها الشباب أن هذه الصفة من الفن الموريتاني يتقزز كثير من المثـقـفين في الخارج منها حتى ولو كان فن أهل عو في الشرق وفن أهل الميداح في الغرب وليس هذا وحده المقزز من تقاليدنـا وعادتــنا في الخارج.

فكم يتـقزز الأجنبي عندما يرى أحدنا يلبس دراعة (أزبي ) مجـيـبة بقميصها وسربالها وصاحبنا عند ما يدخل بها على أي موريتاني تقضي له حاجته في الحين لوجاهة ثوبه في المجتمع بينما الآخرون يحسبون أنها قبـة مظلات نزل بها الشخص من السماء إلى الأرض. ولكننا نعتز بجميع شعورنا وتقاليدنا.

ومن هنا نعود إلى كلمات النشيد لنـقول إنها في قمة ما يحرك الشعور والإحساس الموريتاني. فهي تبدأ أولا بطلب نصر الله ومعلوم عند الجميع أن من ينصر الله ينصره كما في الذكر الحكيم (إن تنصروا الله ينصركم) إلى آخر الآية وتـثني بإنكار المنكر ومن أنكر المنكر فمعنى ذلك أنه يأمر بالمعروف وهذه قمة ما طلبه المولى عز وجل من السلطات في الدولة المسلمة يقول تعالى: (الذين إن مكناهم في الأرض أقاموا الصلاة وآتوا الزكاة وأمروا بالمعروف ونهوا عن المنكر ولله عاقبة الأمور).

ورأس المقطع الثاني: الأمر بأن يكون الشخص دائرا مع الحق الذي يرضى الله وهذه هي قمة العدالة والشهامة وصدق الطوية.

أما باقي المقاطع فهي كما ذكرتم في تلك المناقشة أن صاحب الكلمات هداه الله إلى مكافحـة جميع ما أحدثه المسلمون في دينهم من ما لم يرد في كتاب الله وهو محفوظ لدينا وما لم ترد به سنة من الرسول الله صلى الله عليه وسلم وهي أيضا محفوظة لدينا وما لم تفعله أهل القرون المزكاة وذلك جاء في بيت القصيد من النشيد وهو قوله: "فما كفى أولنا أليس يكفي الآخرا".

وباختصار فإن المواطن المسلم المخلص هو الذي نصيحته للمواطن تنجيه من عذاب الآخرة قبل أن تجلب له نفعا في الدنيا وهذا النشيد ما زال موضوعه محتاج له حتى يومنا هذا فكم من شخص موريتاني مات وقدم إلى الله وهو يجر معه عقيدة خاصة أخذها من شخص آخر غير مرسل من عند الله حتى ولو كانت من جنس العبادة إلا أن العبادة التي نص عليها الكتاب والسنة لا تحتاج إلى تكميل وأنا أتمنى لكل من مات يحمل معه طريقا أن يجد لها مبررا عند الله مع جهلنا نحن في الدنيا لهذا المبرر فمن مات لا يعود ليخبرنا بما لقي من الله وهو يحمل معه طريقة لقنها له شخص آخر، مع أننا ولله الحمد لا يزيدنا رجوع الموتى عقيدة فيكفينا القرآن والسنة المحفوظين وقوله تعالى: (وكفى بالله وكيلا).

ولذا أقول في شأن النشيد لرئيس تيار الفكر الجديد لو استمعت أيها الشاب رئيس تيار الفكر الجديد لأستاذ سواء كان عسكريا أو مدنـيا يشرح الكلمات لمن عليه تـلحـينها ويغوص في معناها الما ورائي لرضيت بعمق المعنى المستوعب من طرف المتـلقي قبل أن يلفت شعورك التــلحين.

والكلام في هذه الفكرة يطول وسوف انـتـقـل منه إلى أولويات أهداف تيار الفكر الجديد أعانه الله على تحـقيقـــها.

وأول ما أقول له إن الليــلة التي كانوا يناقـــشون فيها تغـيــير النشيد الوطني تلك اللـيلة لم تكن نواكشوط عاصمة دولة إسلامية حيث الشوارع امتـــلأت من السكارى والمعربدين وامــتلأت كذلك من الفواحش ما ظهر منها وما بطن لأنها ليلة رأس السنة الميلادية التي جعلها أهل الفسوق نارا تلظي في عاصمة الجمهورية الإسلامية الموريتانية فكان على هذا التيار أن يجرد من نفسه مليشيات أو كشافة يضربون فيها تلك اللـيلة على يد الفاسق أو يعينوا مستـغاثا من بطش السكارى والمعربدين إلى آخره أنظروا الجرائد تخبركم عن ما يندى له جبين المسلم سواء كان شابا أو شيخا.

وأود الآن أن أذكر الأولويات التي على هذا التيار أن يبدأ بها فكره الرائد الجديد:

أولا: أن يحرس على أن يكون هذا الشباب يشتمل على جميع الشرائح الموريتانية

ثانيا: أن يكون منه مليـشيات أو كشافة تعمل دوريات كل ليلـة في الأحياء ولا سيما أحياء الترحيل لأن نلك الأحياء أصبحت تحت رحمة اللصوص المتـنوعين: لصوص السرقة ولصوص الفواحش.

فلـعلمكم أن موريتانيا ولا سيما نواكشوط لا توجد فيها الآن دوريات للأمن لأن الإدارة التي هي المسؤولة عن الأمن ونائبة عن رئيس الجمهورية غائبة ولم تعد تتعب نفسها عن السؤال عن الأمن في المدينة ولمصداق ذلك أدخلوا على الحكام واسألوا كم من دورية جابت شوارع مقاطعتكم البارحة، وهل هي راجلة أو محمولة وأين تقريرها؟.

فالشرطة أصبحت تسجل الحوادث إذا وصلها الخبر عنها وترسل نسخة من تسجيـلها للحاكم أما منع الجريمة قبل الوقوع أصلا فلابد له من إمكانيات وحوافز وتـتبع وكل هذا تـناساه المسؤولين عنه، وسوف تلاحظون ذلك عندما تقومون بدورياتـكم في المقاطعات فسوف لا ترون الدرك الذين أسند لهم الرئيس أغلبية مراعاة الأمن، ولا غيرهم إلا في الشارع العام.

ثالثا: إن الخجل كل الخجل أنكم تـنـتمون إلى دولة لا لغة لها مكتوبة في إدارتها تعبر عن هويتها وهذا هو الذي على الأخ رئيس تيار الفكر الجديد أن يخـجله، فـلو دخل على أي وزارة فسوف لا يري من العربية التي نسبت الدولة إليها نفسها إلا عناوين الاسـتـمارات.

فبالرغم من أن الدسـتور في مادته السادســة قال إن اللغات الوطنية هي العربية والبولارية والولفية والسونكية وإن اللغة العربية هي الرسمية ولم يذكر أي لغة أخرى، فإن الدولة الرسمية بمعنى ما يوقع عليه الرئيس والوزراء والمدراء لا توجد فيه كلمة واحدة عربية تتماشى مع هذا الدسـتور إلا قليلا لا يمثل شيئا.

وأنا عند ما ذكرتم أنكم تبرعتم بمساعدة فقراء لتقويتهم في الدراسة ففكرت في أي لغة قويتموهم فيها فإذا كانت العربية فلا فائـدة في التـقوية فيها فجميع ما في السوق من الباعة المتجولين وسكان النقطة الساخنة هم من حملة الشهادات العربية المتوسطة والعلـيا، ولكن لغـتـهم غير مكتوبة في الإدارة لذا لم يجدوا عملا فعملوا عمل الأميين لأجل ضمان العيش.

فعلى هذا الشباب أن يشـكل لجنة خاصة لهذا الغرض ويدخل في كل مكتب ولا سيما في وزارات السيادة ليجدوا أنفسهم بين الأرشيف في مدن فرنسية، ويعالجون قضية التعريب حتى يقـل الخجل الموريتاني من هذه الصورة المزرية.

رابـعا: يشـكـلون لجنة تقوم بجميع التبرعات للفقراء الذين لا دخل لهم والأسعار مرتفعة ولا سيما في أحياء التـرحيل.

بعد أن يقوموا بهذه الأولويات وأمثالها فعندئذ يفكرون في تغــيـير الأشياء المشـتـركة بين الشعب حتى يعرفوا أهمية تغيـيرها وأولها تغـيـير اسم العاصمة نواكشوط لأنه هو الذي يخجل الجميع حقيقة.

وقبل أن يرى هذا كله النور نتـمنى لكم ولأمثـال أفكاركم الجديدة مزيدا من التوفــيــق والنجاح.

حبيبي رسول الله......

حبيبــــي رســـــــــــول الله رياك أعطر  وقاليك متبــــــــــور وشانيك أبتر
مقامك محمــــود ودينــــــــــــك رحمة   وسمتك نبــــراس من الحق أزهر
ولمـــا أتيت: الليل ولت سجوفــــــــــه   وأشرقت الانور تعلـــــــــو وتمطر
ودكت علــــى الطغيان أعتـى حصونه   وذلت شيـــــــاطين البغاة وأدبروا
ألســــت أعز النـــــــاس خلقا ومحتدا   وأفـــــــضل مبعوث يجاب وينصر
وأكرم من أعطــــى وأصدق من دعـا   وأعظم من فـــــــيه المحامد تنشر
وأرحم من أحنـــــى وأخلص من هدى   وأوفى وأعفــــــــى من يعز ويقدر
فــــــأنت حبيــــب الله خاتـــــــم رسله    وفــيك من الاوصاف ما ليس يذكر
وقدرك أعلـــى من مخازي عصــــابة   بأفواهها الغسلين والموت الاحمر
طغام مــــــن ابوام تنــــق كانهـــــــــا    كـــــــوابيس ممسوس يغل ويقهر
نباح الكلاب الشمس هل مس نورها   ونور رســــــول الله أصفى وأنور
يورشها جبس وأخرق تافـــــــــــــــه    وأحمق مخــــــــــبول وأدرد أبخر
شقي , لقى مستوحش الفــــكر سافل    يعوذ بأبـــــــوال الحضارات أعور
طريــــــــد عن الانوار والحق ناصع   ويخبط فــي الظلماء يعشو, ونبصر
ويكرع فـــــــــــي الاوحال قالي نبينا   وفــــي عرصات الحق نجلو, ويعثر
حبيبــــــي رسول الله... مـا يصنعونه   بغام جبان مـــــــــــــن جمالك يوجر
فعرضك فوق الشمس والنجم والسما وأفــــــــعالك الحسناء أعلى وأطهر
ومــــــــا يسطرون اليوم بنيان عنكب  وفـــــي كل حرف يطمسون وتظهر
تعاليت عــــــــــن حقد الاباليس سيدي ففـــــــي ما تعاطوا يصغرون وتكبر
فــــــــــــــــانت حبيب الله والله ناصر   وانت رســــــول الله والله اكبـــــــر
                                                    المرتضى / محمد اشفق

للإصلاح كلمة: عن الحرب في مالي

الأستاذ / محمدو ولد البار
الأستاذ / محمدو ولد البار
كلمة الإصلاح سنوجهها هذه المرة إلى جميع العالم الإسلامي في شأن قتل فرنسا لأبرياء المسلمين في أزواد لنقول لهذا العالم ما قاله المولى عز وجل في سورة البروج (وهم على ما يفعلون بالمؤمنين شهود وما نقموا منهم إلا أن يؤمنوا بالله العزيز الحميد الذي له ملك السماوات والأرض والله على كل شيء شهيد).

إن العالم الإسلامي اليوم وجميع سلطات الدول الإسلامية إذا كانوا يعتقدون أن الدولة المالية دولة إسلامية ومعتدي عليها فإن مقاتلي شعب أزواد شعب مسلم اعتدت عليه دولة كافرة تحقد على الإسلام حقدا قديما يتجدد بتجدد الأحداث.

فكان على الدول الإسلامية أن تتدخل بين دولة مالي الإسلامية وشعب أزواد المسلم بالتدخل الذي سجله القرآن بين قتال المسلمين في قوله تعالى: (وإن طائفتان من المؤمنين اقـتـتـلوا فأصلحوا بينهما فإن بغت إحداهما على الأخرى فقاتلوا التي تبغي حتى تفيء إلى أمر الله فإن فاءت فأصلحوا بينهما).

فإذا كان شعب أزواد ليس له الحق أن يحكم نفسه بنفسه ولا يجوز له أن يطبق شرع الله على أرضه وليس له أن يطلب المساواة في جميع مناحي الحياة بينه وبين جنوب مالي فلتكن الدول الإسلامية وعلماؤها ومجتهدوها هم من أعلنوا ذلك للشعب الأزوادي.

وإذا كان لهذا الشعب دينيا الحق في ما يصبوا إليه وتهدف حركته له فعلى العلماء والمجتهدين أيضا أن يقولوا ذلك لحكومة مالي المركزية.

أما وأن يكون العالم الإسلامي والحكومات الإسلامية لم تساند الدولة المالية ولا الشعب الأزوادي في حل مشاكلهما إلا بعد أن تتدخل تلك القوة الكافرة وتستدعى معها جميع الدول الكافرة المعروف عنها تطبيق عكس حديث النبي صلى الله عليه وسلم قبل أن يفسره بالقسط والعدل وهو انصر أخاك ظالما أو مظلوما فهم لا يتعاونون بينهم إلا إذا كان أحدهم معتد على شعب مسلم كما فعلت بريطانيا مع أمريكا على الاعتداء على العراق، فإن جميع من قتلت أمريكا وبريطانيا من العراقيين من رجال ونساء ويتمت من أطفال فهو الآن في ميزان جميع الدول التي شاركت في ذلك ولو بتقديم ثمن رصاصة واحدة لحديث النبي صلى الله عليه وسلم "من شارك في قـتل امرئ مسلم ولو بشطر كلمة واحدة جاء يوم القيامة مكتوب على وجهه آيس من رحمة الله".

فإن كانت الدول إسلامية ستشارك في هذا العدوان بأي مشاركة فإن قوله تعالى (لا تجد قوما يؤمنون بالله واليوم الآخر يوادون من حاد الله ورسوله) وقوله تعالى: (لا يتخذ المؤمنون الكافرين أولياء من دون المؤمنين ومن يفعل ذلك فليس من الله في شيء) لهم بالمرصاد.

إن من أعظم مهلكات المسلم أن يظن أن مجرد أنه مسلم يؤمن بالله واليوم الآخر وبالقدر خيره وشره ويؤمن برسالة النبي صلى الله عليه وسلم وبما جاء في القرآن وهذا كله مجرد إيمان لا مراعاة فيه لفحوى هذا الإيمان أيظن أن هذا ينجيه من عذاب الله فهيهات هيهات.

فاسمعوا قول الله تبارك وتعالى للمجاهدين المقاتلين لأعداء الله في الصفوف الأمامية وانحرفوا قليلا عن تطبيق ما أمروا به في القرآن: اسمعوا ما وعدهم الله به من غضبه وتعذيبه لهم بنار جهنم وبئس المصير.

يقول في هؤلاء المجاهدين (ومن يولهم يومئذ دبره إلا متحرفا لقـتال أو متحيزا إلى فئـة فقد باء بغضب من الله ومأويه جهنم وبـئس المصير).

فمصير هؤلاء المجاهدين ليس لسبب عدم كمال إيمانهم ولا لنـفاقهم ولا غير ذلك من المخالفات ولكن لمجرد أنهم خالفوا قوله تعالى: (يأيها الذين آمنوا إذا لقيتم الذين كفروا زحفا فلا تولوهم الأدبار).

أيظن جميع المسلمين ولا سيما قيادات المسلمين أن صمتهم واختفائهم عن نصرة المسلمين الأبرياء والطائرات الفرنسية تقصفهم وتدمر بيوتهم بل وفتح هؤلاء لأجوائهم للطائرات الفرنسية ودخول هؤلاء القادة تحت بيت العنكبوت في نيورك ينجيهم من المساءلة أمام الله يوم لا تملك نفس لنفس شيئا والأمر يومئذ لله، متى كان الإسلام صوريا هكذا؟ فمن فتح أجواءه لهؤلاء وهو حي فسوف لا تفتح له أبواب السماء وهو ميت.

وإنه لمن المخجل حقا ويندى له القلب قبل الجبين أن توجه فرنسا نداءا لدول الخليج لتمول لها قتل الأبرياء المسلمين في أزواد لتجعل هؤلاء الخليجيين إن استجابوا لها ولا أرجوا لهم من الله ذلك تحت طائلة قوله تعالى (فلا تعجبك أموالهم ولا أولادهم إنما يريد الله ليعذبهم بها في الحياة الدنيا).

ومن هنا أحييي الأمين العام لمنظمة المؤتمر الإسلامي حيث هداه الله لأول مرة إلى قول الحق عند إرادة الكافرين إبادة شعب مسلم يريد تحكيم شرع الله على عباد الله في أرض الله.

ألم يأن للمسلمين أن يعلموا أن التطرف الإسلامي أسند الإسلام مقاومته للدولة الإسلامية بعلمائها وبالمجادلة بالتي هي أحسن فمن لم ينته فحكمه معروف في الإسلام والله إنه ليس من التطرف عند المسلمين مجرد الحكم بما أنزل الله ولكن قتل الأبرياء هو التطرف سواء كانوا من المسلمين أو الكافرين.

وبما أننا نحن هنا لا نملك إلا دعاء الله من صميم قلوبنا ونعم هو سلاح المؤمن فنرجو من الله أن يحطم الطائرات الفرنسية ومن ساعدها فوق الأراضي الأزوادية ويذل فرنسا على إثرها وإلى الأبد.

وأقول في الأخير للشعب الأزوادي ومقاتـليه (كم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة بإذن الله والله مع الصابرين) (ولن يتركم أعمالكم).

إلي غزة



مـــــــــــــا ذا اقول لغــزة؟ أكلامي يشفـــــــي من الاحزان والآلام؟

مـــــــــا للكتابة قد تســارع نبضها؟ مـــــا للحروف تضيق بالاقلام؟

ياغزة يــا قوة الرفــــــــض الكبــير ودرة فــــــــــــــــــي حلية الايام

يامسرح الفن الجميل ومدرج الـــــــــــــنص الا صيل وعـــزة الاسلام

كل الكتابات التـــــــــي سطرتهــا عربــــــــية مقطوعة الارحام

لاتقرإي فـــــــــــــعل العربة انــه متعفـــــــــــــر بالعجز والآثام

لا تقلقي ان العروبــــــــــة قصــة منسية فـــــي سلة الاوهـــــــام

وطــــــــــن العروبـــة كله محمية غربية مذبــــــوحة الاحـــــلام

محروسة بمدافـــــــــــع مخصية وحظائـــــــر كزريبة الاغنـــــــام

لا تعجبي يـــــا غزتي فسلاحهم للقمع والترهــــــــيب والاجرام

اسمــــــــــــاؤهم عربية ولحــاهمُ وسجودهـــــــم يا غزُّ للاصنام

لا تنظري وجــع الرجولة غــزتي وتعـوذي من سيـــــــئ الاسقام

قولي لهــــــــــم ان الجــراح لذيذة وبها عرفــــــت صناعة الإقدام

قولي لهــــــــــم ان الدمـــار ولادة والموت للإرجـــاء والإحجـــام

قولـــــــي لمــن جاؤوا اليك توددا : أأحبتـــــــي شكرا على الاكرام

لا تشغلونــــــي عن نزال عدونــا عودوا بخــــــــير علية الاقوام

ستون عاما والكلام مصيبـــــــــتي ارأيت ارضــــا حررت بكـــلام

يــــاغزة الحسنـــاء ان جــــراحنا هـــــــي مصدر الابداع والالهام

قد اسلمـــــــوك عزيزتـــي لمذابح وعصابــــــــــــــة ملعونة ولئام

تركوك وحــدك تكتبــــين ملاحما بأعـــــــزة وأحــــــبة وكـــــرام

يا غزتي قولي لهـــــــــم يا ويلكم يا ويلكم من غضبة الايتــــــــام

يا ويلكـــــــم من كل جرح نازف يحيي رفـــــــــاق كتائب القسام

قولـــي لكل مكــــــــابر متغطرس متسلط فــــــي فـــــــرقة الاقزام

ان الخليفــــــــة اذ يعــــوذ بقصره مثل الجبـــان بغرفــــــة الإعدام

قولي لهـــــــــــم ان الدماء مسابح والفــــجرينبع مـــن ركام حطام

والشمس تشرق في سمائك وحدها والليل يقبع فـــي رفــــات سلام

المرتضى / محمد اشفق

الخميس، 24 يناير 2013

ذكري المولد النبوي الشريف

في كري الاحتفال بعيد المولد النبوي  الشربف شارك أهل أغشوركيت في مهرجان تشيت الثقافي السنوي والذي مثلهم فيه الشابان محمد ولد بيد وسيدال ولد محمدلحمد
مدونة اغشوركيت منبر حر لنشر الآثار المفيدة 
والمسؤولة والملتزمة بمرجعية ديننا الاسلامي الحنيف , 
الذي علمنا ان نصل من قطعنا ونعطي من حرمنا ونعفو عمن ظلمنا ,
 وعلمنا ان دماءنا واموالنا واعراضنا علينا حرام...تهتم المدونة بالحياة العلمية 
والثقافية والادبية لاهل هذه الارض اولا...وبما يثري صفحاتها ماوجدت الى ذلك سبيلا 
...وباقلامكم تنمو وتتطور وبنصائحكم تقوى وتتنور , راسلوها